الأربعاء، 20 يناير 2010

خان يونس (7)



الأربعاء 18_4_ 2007

فترة لم نلتقِ فيها هنا على هذه الصفحات ..وليس هذا بسبب قلة أوقات فراغي..
أبداً ..فوقتي كله فراغ !!!!!
إنما كنت مقصراً في سرد الأحداث والأخبار ...
وهذا التقصير له أسبابه ومعطياته ...!
.
.
غماماتٌ سود ..تحيط ُ بأسوار النفس ..هواجسٌ حمقاء تقلقُ المضاجعَ ..
وخوفٌ من الغد به تتلاشى صورة الحلم المصنوعة على نهرِ الآمال !!
نحاولُ الهرب َ من واقعنا إلى وهمٍ من صنع أنفسنا ..نجدُ فيه كل مانطمع به ونأمل !
هو وهم ...لكنه يرضينا ..وأيضاً يرضينا البريق الزائف في عيوننا ..
والابتسامة الخادعة على شفاهنا !!!
.
.
اسمحوا لي ..سأعدُّ بعض الشاي لي !
وطبعاً هذا يتطلب مني دخولي إلى المطبخ ..!
المطبخ >> المكان الذي حصلت فيه مجزرة الفلفل الأحمر المطحون والتي كنت ُ أنا ضحيتها !
وقبل أن أخوضَ في تفاصيل تلك المجزرة ..
لنقف على كلمة (مطبخ) قليلاً ..!!!
كنتُ أنا والأصحاب نتحدى بعضنا على من يلفظ هذه الكلمة عشرَ مرات لكن بسرعة شديدة
جداً ..جداً !!
هههههههههههههه >> ستضحكون على أنفسكم ..<>
جربوا ان تحاولوا !
لكن انتبهوا ..يجب أن تتأكدوا من عدم وجود أحد حولكم ...لأنهم سيقسمون بأن الجنون
قد أصابكم <> !!!!
لنعد إلى المجزرة ..
ذات مرة تاقت نفسي لأكل الفلفل الأحمر المطحون ..
وعادةً يوضع الفلفل الأحمر في (برطمانات) _ أنا مش عارف كتبتها صح ولا غلط بس هيك بنلفظها <>_
والبعض يضعه في زجاجات بلاستيكية _ زجاجات العصائر والمشروبات الغازية سعة ال 2 لتر_
ونحن من عادتنا أن نضعه في برطمان ..ولاأدري مالذي غيّر مسار طريقة السيد الوالد
في تخزين الفلفل الأحمر من برطمان إلى زجاجة بلاستيكية !!!!!!!!!!!
هذا مادار في خلدي حين وجدتُّ الزجاجة الممتلئة تماماً بالفلفل الأحمر ..1
مما يدل هذا على أنني أول من سيفتحها !!
وامتدت أصابعي إلى الغطاء تديرهُ ..لتنزعه و ...

_قسماً بالله !!!_ ..صوتُ انفجارٍ صغير ..
لاأدري من أين مصدره ...كنتُ لا أدري ..
أما الآن وبعد أن فتحتُ عينيّ أدركت الذي حصل ..(لقد انفجرت الزجاجة)
وإني أحمدُ الله على ردة الفعل المنعكس التي جعلتني أغلقُ عينيّ وإلا ..لامتلأت بالفلفل الأحمر!
ماهذا ...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الجدران أمامي ...والسقف ..والأرض من تحتي ..والأواني والرفوف ..وملابسي تلطخت بالفلفل الأحمر ..
وأيضاً وجهي المسكين !!
كان هذا خطأ ً من الوالد ..كان من الواجب عليه أن لا يملأ الزجاجة تماماً ..
وأن يترك َ حجماً معيناً للهواء بداخلها ..
فأدى عدمُ ذلك إلى توليد ضغط شديد داخل الزجاجة ..
ولم تجد تلك الزجاجة خيراً مني لتفرغ فيه ذلك الضغط <> !!
وتحملتُ أنا مشقة تنظيف المطبخ >> وليس هذا فقط ...!!
إنه فلفل أحمر ....> أحمر وليس أخضر !!<>
لقد تحول وجهي والمناطق التي كانت مكشوفة من جسدي إلى بركانٍ ملتهب !!!
دعونا من هذه السيرة الآن ..
الشاي يغلي ...!
سأصبُّ لي ( كباية شاي :>) وأعود إلى الغرفة التي كنتُ بها لأواصل مشاهدة (شهرزاد
والحكاية الأخيرة )
إنه يأتي في الخامسة مساءً ..لكن العائلة كلها تكون جالسة على التلفاز ..والأشياء أو الأعمال
المميزة مثل ذلك المسلسل أحب أن أشاهدها لوحدي _ أكثر متعة_ !!
لذلك أشاهدهُ في الصباح الباكر حيث الأهلُ نيام !
أنا أكتبُ لكم وفي ذات الآن أشاهد المسلسل !!
.
.
لاأدري لماذا نفكرُ في الغد ؟!!!
ونرهق عقولنا وأنفسنا ...
لماذا لانحيا إلا يومنا ...بل لحظتنا !
ولنترك الغد وحتى الساعات القادمة ..إلى حيث المقدر لها !!!
ياللكم الهائل من الراحة والسعادة الذي سنشعر به لو فعلنا ذلك !
ودائماً أحاولُ إقناعَ نفسي بهذا ..
لكني لا أستطيع إلا أن أفكر بالأيام القادمة !!

_ رشيد ملحس هذا رائع ..فنان مبدع ..يعجبني أسلوب أدائه للمشهد وطريقة تقمصه للشخصية ..
إنه يجسد شخصية السندباد في هذا المسلسل ..
أنا أعرفه من قبل فقد شاهدته في مسلسل الملك الضليل ..لقد أدى دور الشاعر الجاهلي
امرؤ القيس ..بحق كان رائعاً هناك !! ..يجعلك تحيا الأحداث وتعيشها ..هنا قمة الإبداع !!_

أها .. لقد انتهت الحلقة !!!!!!

.
.
لطالما أحقدُ على كثيرٍ من الأشياء في واقعنا الفلسطيني ..
ويأتي الصباح ليمتص كل هذه الأحقاد ...!!
الصباح شيءٌ آخر ...تماماً !
حين أفتحُ النوافذَ التي تأسرُ الضياء َ وأصواتِ العصافير ..
ومنظرَ أغصان الزيتون والليمون التي تتثاءبُ وهي تستقبلُ النهار الجديد ..!
حين أستنشقُ بعضاً من النسيم القادم ..
حتى الماء وأنا أتوضأ للفجر ..أجدُ به لذةً خفية !
جدران البيت ...الأبواب ..الكراسي ..الأثاث ..
الصور المعلقة ..الورد الموضوع على الطاولة ..الكتب ..الألحان ..
حتى الابتسامة وكذلك الوجوه ..تكون أجمل في الصباح !!!
وإني لأجدُ نفسي صابراً ..وأحيا إلا لهذا الصباح الفلسطيني الجميل !!
.
.
.
يُتبع !

0 التعليقات:

إرسال تعليق