الأربعاء، 20 يناير 2010

خان يونس (6)


لم يتبق ّ على محاضرة فيزياء الجوامد إلا نصف ساعة ٍ أو زد عليها قليلا !
أخذت ُ أهبتي وخرجت ُ إلى أن وصلت ُ إلى المكان المخصّص لوقوف السيّارات ..
لم يكن قد مضى على ( حمّامي ) إلا عشر دقائق ..
وحين مسكت ُ مِقبض باب السيارة لأفتحه ُ شعرت ُ أن القلم الكائن بين أصابعي قد سقط !
( وأنا من عادتي أن أسير والقلم ُ بيدي .. في حالة ذهابي وإيابي إلى ومن الجامعة )
فنادى أحد الواقفين :-
_ القلم قد سقط !
من الطبيعي ّ الآن أن أنظر َ أسفلَ مني ، لكن الأرض كانت فارغة ( فارغة من القلم أقصد !! )
هو نفسه ُ أحد الواقفين : -
_ تحت السيّارة ..
فانحنيت ُ ومددت ُّ يدي أسفل السيارة وأخذت ُ أتحسّس ،
لم أعثر على شيء !!!
جثوت ُ على ركبتيّ .. وحنيت ُ رأسي أكثر ،
وإذ بالقلم ِ قد سكن أسفل مركز السيارة ِ تماماً !!
ياللخازوق !!!!
هناك عبارة مضمونها ( يا إما اطّخو أو تكسر مخّو )
لا أدري إن كنتم لا تعرفونها ،
فانبطحت ُ على الأرضِ مقهورا ً ولا مستها بجسدي كلّه ِ وزحفت ُ
سنتيمترين حتى وصلت أصابعي إلى ضالتي !
سحقا ً للملابس ، وسحقا ً للمظهر الاجتماعي وسحقا ً للبريستيج
وللحسناء الوحيدة التي كانت واقفة بالمكان ..
أيّة ُ قوة تلك التي جعلت القلم يسقط هناك مع أنه فلت مني لا شعوريّا ً !!
هكذا على الصّبح !!
لم أشعر بخير ٍ أبدا ً ، ونهضت ُّ على قدمي ّ ولم أهتم حتى بأن ( أتكتك ) ملابسي
ودخلت إلى السيارة وجلست ُ على المقعد الخلفي ّ بجوار الرجلين اللذين كانا
بالداخل ،
كنت أحمل الكتب والهاتف النقال سويا ً ،
سقط الهاتف !! ( والله لا أكذب )
هذه المرة بين قدمي ..
لكن سرعان ما بدأت السيارة بالتحرك ، فانزاح الهاتف ُ يمينا ً
وكرد فعل ،
اعترضته ُ بقدمي وسقته ُ راكلا ً إياه إلى موضع ٍ بحيث يمكن ليدي
أن تمسكه ..
( أنا كنت منحشرا ً لا أستطيع أن أتحرك قيد أنملة بسبب الرجلين الضخمين )
وناهيكم عن التشوهات التي صارت بالهاتف ..وعن ( الشخبطات) التي بانت
على شاشته .. ( يااا حبيبي .. أكلنا هوا )
وبعد أن ارتخيت على المقعد ( مجازيا ً ) تفكرت ُ فيما حصل ،
ليس مدعاة للاطمئنان أبدا ً ..
وصلت بسلام ، عرجت على ( الكافيتريا ) .. وجدت طاولة فارغة ، وضعت
عليها الكتب وذهبت لأحضر شايا ً و ( بسكوتة ام النص شيكل ، بس مرتبة .. ع دين كيفكو )
وعدت لأجلس على الكرسي .. وأخذت بتدوين هذا الموضوع ،
بعد فترة نظرت ُ للساعة .. موعد المحاضرة قد أزف ، لملمت ُ أغراضي وقمت ..
أذكر أن محاضر المساق رفض أن يسلّمنا علامات الاختبار النصفي ،
وأنا كنت من المؤيدين لذلك ،
لا أدري مالذي دعاه ُ إلى العدول عن قراره ِ !!
في الخمس دقائق الأخيرة .. سلّمنا إياها !
أنا مزّقتها دون أن أعرف علامتي ،
لا يهمني .. أثق بنفسي كثيرا ً !!!
تفهمون علي ّ طبعا ً ..
ألقاكم ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق