الأربعاء، 20 يناير 2010

هُنَا خان يونس (2)



وكَأن ّ تلك الفترة من المساء قد ضنّت علينا بأيّة نسمة ، أو حتى ( شويّة هوا ) نوحّد فيها الله !
خالد كان مشغولا ً بثقب ِ ورق ِ السولفان الذي يُغطّي رأس ( الشيشة )
كُنّا قد نوينا أن نسحب َ أنفاسَها تحت زيتونة ٍ هادئة الملامح والأغصان إلا أن ّ رطوبة الجوِّ قد منعت علينا تحقيق تلك الأمنية الغالية !!
مالعمل .. ؟
لم نجد بُدا ً إلا أن نأخذ َ ( أغراضنا ) ونصعد بها إلى السطح ..
وكان ذلك .. ويا سلام على ذلك !
انتقال ٌ من نقيض ٍ إلى نقيض ..( شويّة هوَيَات كإنها جاية من الجنة ! )
لم ينقص علينا إلا أن نغني ( الهوا هوايا للعندليب ) !
كنا قد أحضرنا كرسيين ، لكن تلك الأجواء قد أغرتني بأن أحضر َ ( مرتبةً ) ووسادتين أتكئ ُ أو بالأدق ( أَكوّع ) عليهما ،
خالد بقي مصرّا ً على الكُرسي !
انزوينا في مكان ٍ يليق ُ بهذه ( القعدة ) ..
استلقيت ُ بكل استرخاء وشخصّت ُ ببصري ناحية َ السماء ، وبدت النجوم ُ كأنها تتصارع ُ فيما بينها من سيبزغ ُ قبل الأخرى وأيها أكثر لألأة ً ،
وكنت ُ بحق أستمتع ُ وأنطرب ُ لصوت ِ ( كركرة ِ ) المياه بداخل ( الشيشة )
خضنا في أحاديث وأحاديث .. وأحاديث ..
تناولت ُ ( الخرطوم ) من يد ِ خالد وهو يسألني :
_ هل تعرف عمرو بن كلثوم ؟
_ يارجل ويحك َ ،
أَلا هُبِّي بصَحْنِكِ فَاصْبَحينا
وَلا تُبْقِي خُمورَ الأَندَرِينا
!! وهل يخفى عن مثلي مثل ُ هذا ..
_ وهل تعلم ُ قصته ُ ؟
_ طبعا ً ،
ما قرأته أن ّ الملك عمراً بن هند كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال: وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى. ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس ابن هند وقتله،
_ نعم ..نعم ، لم أقصد سوى تلك القصة .. قتله ُ في عرينه وبين حاشيته أرايت َ الجرأة والشجاعة يا صديقي ، ?
_ أعي ذلك جيدا ً أيها الرفيق ،
اناولته (خرطوم ) الشيشة وقلت :
_ هل قرأت بيته الذي يقول فيه :
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنا


_ نعم ... إنه من أكثر الأبيات التي تعجبني لأنه مفعم ٌ بالكبرياء والثقة ،
_ أرايت َ كيف كان العرب في ذلك الزمن !
_ آآآآآخ .. !
عرضت ُ عليه أن نقارن بين العصرين
عرب هذا اليوم ... وهؤلاء ..
فلمجرد تخيّل فكرة المقارنة ؛ انتابتنا موجة ضحك ٍ عارمة بكل توابعها من سخسخة وزيغ ٍ في البصر وكحّة و ...و ...و...
و ...
منورين ياعرب !!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق